تعيش مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة حالة من الاحتقان و الاحتجاج بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ففي عز فصل الصيف و الحرارة الحارقة بمنطقة لحمادة لم يجد المواطن الصحراوي اللاجئ ما يلبي حاجياته الضرورية و يقيه شدة الحر، بسبب تعطل و توقف العديد من الآلات المنزلية من قبيل المكيفات الهوائية، لتتفاقم بذلك معاناة أهالينا يوما بعد يوم بمخيمات اللاجئين في هذه الظرفية الخاصة و التي تعرف ارتفاعا مهولا في درجة الحرارة التي تتجاوز في بعض الأحيان الخمسين درجة.
فمع حلول كل فصل صيف يتفاقم مشكل الكهرباء الى جانب أزمة ندرة و قلة المياه الصالحة للشرب، لتتضارب الروايات و الأقاويل مجددا حول الأسباب الحقيقية وراء هاته الوضعية المزرية بين من يردها الى عدم جدية الحكومة الصحراوية في طرح الموضوع على طاولة النقاش و إشراك المتعاونين الأجانب لوضع إستراتيجية محكمة للخروج من هذا النفق المظلم، و آخرون يرجعون السبب الحقيقي وراء ما يعانيه أهالينا بالمخيمات إلى ضبابية و عشوائية تسيير هذا القطاع الحيوي من طرف الوزارة الوصية، التي تسبح عكس التيار و تتحجج بأعذارها المعتادة من قبيل حدوث الأعطال التقنية في الشبكة الكهربائية بسبب تزايد الضغط و كثرة الاستهلاك.
و تبقى كل الحلول الترقيعية و الوعود الفضفاضة التي تقدمها القيادة الصحراوية مجرد استراتيجية مرتجلة لذر الرماد في الأعين، الغرض منها السيطرة على الوضع و امتصاص غضب و احتقان الشعب، الذي يبقى في كل الأحوال هو الخاسر الأكبر بسبب ما يعانيه من ويلات الشتات و الفقر تحت اشعة الشمس الحارقة و الخيام البالية في صحراء تندوف القاحلة لأزيد من أربعة عقود.
و في انتظار أن يجد سكان مخيمات العزة و الكرامة من يكترث لأحوالهم و يصغي لمطالبهم، تواصل القيادة الصحراوية سياسة صم الأذان منتهزة الفرصة لقضاء عطلة الصيف في منتجعات الاستجمام و شواطئ الدول الأوربية و المتوسطية على حساب أموال الشعب الصحراوي، الذي يعاني الأمرين بسبب فشل كل البرامج و المخططات التي تم تسطيرها على الورق و لم تخرج إلى حيز الوجود، باعتبار أن مطالب الشعب غير ملحة و لا تشكل أي أهمية في سلم أولويات الحكومة أو حتى الوزارة الوصية الغائبة أصلا.
و حسب العديد من النشطاء و الحقوقيين فإن هذه السلوكيات تشكل استهتارا فاضحا بكرامة أهالينا بمخيمات العزة و الكرامة، معبرين عن غضبهم من استمرار الوضع المتدهور الذي تكابده الساكنة مند سنين، مع العلم أن التيار الكهربائي لم يصل الى مخيمات اللاجئين إلا مؤخرا، مؤكدين أن حلم التغيير صعب المنال في ظل تقاعس القيادة و تواجد نفس الوجوه في مناصب المسؤولية و الذين لا يزالون يتحكمون في كل صغيرة و كبيرة، غير آبهين لمعاناة يشاهدونها يوميا بأم أعينهم دون أن تحرك في وجدانهم أية مشاعر شفقة و رحمة.
صحراوي فكــــــــــــــراش