Press "Enter" to skip to content

تقاعس القيادة الصحراوية و الجمود المخيف للقضية الوطنية، اية نهاية؟

على ضوء كل التطورات الاخيرة التي تعرفها القضية الصحراوية، منذ شهر ابريل المنصرم،  على الصعيد الاممي و القاري، بداية بالتقرير الاممي الذي مدد مهمة بعثة المينورسو لستة أشهر، مرورا بمناورات الاحتلال عبر عرقلة كل مبادرات الاتحاد الافريقي بخصوص قضية الصحراء الغربية، و وصولا الى افتعاله أزمة دبلوماسية مع جمهورية إيران و حزب الله اللبناني، تحت ذريعة تقديم مساعدات عسكرية و لوجيستيكية لجبهة البوليساريو، فالقيادة الصحراوية – أمام كل هذا- لم تحرك ساكنا، بل الأسوأ من ذلك أنها افتعلت أزمة داخلية  بالمخيمات بعد وفاة كل من الشابين الصحراويين “لاراباس عبد الرحمان يحظيه” و “ابراهيم ولد السالك و لد بريكة”، كلها معطيات كانت سببا كافيا لعودة احتجاج الساكنة و احتقان الأوضاع.

في هذا الصدد، فان حالة الخمول و التقاعس الذي ابدته القيادة الصحراوية في تدبيرها لملف القضية الوطنية خلال الاشهر الاخيرة أرخى بظلاله على وضعية النضال بالمناطق المحتلة، و هو ما تأكد  للجميع  إبان  الوقفات  و الاحتجاجات  التي  نظمت بالمناطق المحتلة تزامنا مع زيارة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة السيد “هورست كوهلر”، و التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها الخمسين فردا أغلبهم من النساء  و القاصرين.

و قد  عبر العديد من النشطاء الصحراويين عن استيائهم  الشديد  من  الوضعية المزرية التي تعيش على وقعها قضية الصحراء الغربية، و التي وصفوها بالمتقهقرة  و المنتكسة جراء السياسة العشوائية التي تنهجها القيادة في تدبيرها للملف على الصعيدين القاري و الاممي، اضافة الى اعتماد المسؤولين عن الانتفاضة بالمناطق المحتلة على مبادئ الانتهازية و المصالح الشخصية و شراء ذمم و ولاءات اتباعهم من اشباه المناضلين الذين لم يقدموا أي خدمة للقضية الصحراوية او الدفاع عن مكتسبات الشعب الصحراوي.

في حين علق اخرون عن الظرفية التي تمر منها  قضية الشعب الصحراوي و اعتبروها الأسوأ على مر التاريخ، بسبب تكبد القيادة للانتكاسات و الاخفاقات المتتالية و تغيير العديد من الدول الصديقة لمواقفها المؤيدة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ناهيك عن استراتيجية الاحتلال من خلال العودة الى الاتحاد الافريقي و سعيه الى محاصرة القيادة عبر بسط سيطرته رفقة حلفائه على اغلب المناصب العليا لهاته المؤسسة القارية.

فهل ستتمكن القيادة من تدارك الامر و تخرج من  حالة  الخمول لتنتشل القضية الوطنية من هاته الوضعية  المزرية او السكتة الدماغية؟ أم انها ستواصل  سياسة الهروب الى الامام  عبر افتعال ازمات  داخلية  بالمخيمات  لإرباك الرأي العام الصحراوي و خلق  نقاشات  جدلية  لإلهاء الساكنة عن  تقييم الوضع و محاسبة  رؤوس الفساد؟.

 

المامي ولد سيد احمد/المناطق المحتلة