احتفل الشعب الصحراوي بحر شهر ماي المنصرم بذكرى تأسيس “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب”، و الذي يتزامن كذلك يوم العشرين من نفس الشهر مع ذكرى “اندلاع الكفاح المسلح”، الاحتفال بهذين الحدثين الغاليين لترسيخ النضال و الكفاح لدى عموم المجتمع الصحراوي للمطالبة بحق تقرير المصير الذي استرسل من جيل إلى جيل، إلى أن ينال الشعب الصحراوي استقلاله أو يرث الله الأرض و من عليها.
و يمثل تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب في العاشر من ماي 1973 مرحلة تاريخية في مسيرة الشعب الصحراوي الذي قدم تضحيات جسيمة من أجل الحرية و الاستقلال حيث أثمر الحدث عن اندلاع الكفاح المسلح في 20 من نفس الشهر 1973 و اعلان الجمهورية الصحراوية الديمقراطية.
غير أن الاحتفال بهذه المحطات التاريخية المهمة هذه السنة تزامن مع الخمول و الركود المفاجئ للفعاليات النضالية و الانتكاسات التي تتوالى على القيادة الصحراوية من كل حدب و صوب، حتى صرنا نكاد نترحم على قضيتنا التي دخلت غرفة الإنعاش، او – بتعبير طبي أدق- دخلت في مرحلة الموت السريري، كل هذه المعطيات زكاها القرار ألأممي 2414، و الذي أتت جل مخرجاته عكس كل توقعات القيادة و انتظارات الشعب الصحراوي الأبي الذي عانى و لا يزال يعاني الشتات، الأمر الذي تسبب في نكسة و ضربة موجعة للقيادة و من ورائها الشعب الصحراوي المقهور، مما خلف ارتباكا واضحا لدى القيادة نظرا للانتصار المزعوم الذي كانت تسوق له لدى عموم الشعب الصحراوي، لتطل علينا القيادة و بعد تردد واضح عن تنظيم احتفالات الذكرى الـ 45 لاندلاع الكفاح المسلح ببلدة التفاريتي المحررة ؟؟
و حسب آراء النشطاء الصحراويين، فإن القيادة الصحراوية الحالية لازالت تواصل تخبطها و سياسة در الرماد في العيون للتغطية عن فشلها الدبلوماسي و انتكاساتها المتتالية الأمر الذي خلف تراجعا خطيرا لمصداقيتها و صارت كسابقتها تردد نفس الاسطوانة المشروخة التي لا تسمن و لا تغني من جوع، فلا غرابة في أن تتعرض محطات تاريخية كهذه للتهميش و الزج بها في غياهب النسيان، في ظل اعتماد مسؤولينا لغة الحديد و النار تجاه الشعب و أسلوب استجداء المساعدات الإنسانية و المفاوضات العبثية الفاشلة مع المحتل، و التي دعى لها من جديد رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة احياء هذه الذكرى، التي جعلت مسؤولي القيادة كالنعام الذي يدفن رأسه في الرمل.
صحراوي فكراش