إن المتتبع الفطن لملف معتقلي “اكديم ازيك” سيلاحظ مدى الاستهتار و اللامبالاة الممارسة من طرف قيادة الرابوني اتجاه أسود هذه الملحمة التاريخية و الاستغلال البشع لمعاناتهم داخل سجون الاحتلال لأهداف مازلنا كصحراويين نجهلها تحت غطاء التضحية من أجل الاستقلال و تقرير المصير، غير أن السؤال المطروح و الذي يفرض نفسه هو : ما الذي قدمته القيادية الصحراوية لهؤلاء المعتقلين و لعائلاتهم التي تتكبد عناء السفر و التنقل لزيارة فلذات أكبادها؟ و ما جزاء هؤلاء من وراء الخطوات النضالية التي يقدمون عليها؟؟ و أي دور للجمعية الفرنسية “العمل المسيحي لمناهضة التعذيب” المعروفة بـ « ACAT »في هذا الملف الذي أصرت القيادة الصحراوية على رهنه لهذه الجمعية التبشيرية؟
و ارتباطا بهذا الملف تباينت ردود الفعل حول دور القيادة الصحراوية و هذه الجمعية الفرنسية، بين أقلية لم تبخل في الثناء على المجهودات المبذولة من طرف مسؤولي الرابوني، للدفاع عن المعتقلين و القضية الصحراوية بشكل عام و بين غالبية من النشطاء و الفعاليات الصحراوية، التي ما فتئت تنتقد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كيفية تدبير هذا الملف حقوقيا و إعلاميا و الممارسات الانتهازية و اللامسؤولة لبعض المؤازرين من مثيل الفرنسية “كلود مارغريت مانجان”، هذه الأخيرة التي لم تتوانى في استغلال كل الفرص المتاحة لخدمة مصالحها الشخصية عبر الدفاع عن زوجها و الترويج له كالمعتقل الوحيد الذي يعاني الويلات بالسجون المغربية.
فهؤلاء الأبطال لم ترى فيهم قيادتنا سوى ورقة ضغط ضد المحتل، ليبقى الخاسر الأكبر هم معتقلينا و أهاليهم في الصحراء الذين يعانون الأمرين بين غياب الحرية و بين مصاريف التنقلات لزيارة فلذات أكبادهم.
وعبر العديد من النشطاء الصحراويين عن امتعاضهم لما وصلت اليه اوضاع معتقلينا و عن مواصلة قيادة الرابوني استغلال معاناتهم كمناورة منها لتغطية انتكاساتها المتتالية على الصعيد الدبلوماسي و فشلها في تدبير الانتفاضة بالمناطق المحتلة، الأمر الذي خلف احباطا في نفوس الصحراويين و خصوصا أن الكثير من المناضلين اصابهم اليأس جراء وضعية عنق الزجاجة التي أصبحت تعيشها القضية الوطنية في الآونة الأخيرة.
كل هذه المعطيات أكدتها و بالملموس الحملات و الدعوات الأخيرة المتواصلة من طرف قيادة الرابوني لدعم الفرنسية “كلود مانجان”، في إضرابها عن الطعام الذي تخوضه بفرنسا احتجاجا على طردها من طرف سلطات الاحتلال و منعها من زيارة زوجها “النعمة اسفاري” منذ أكثر من سنتين، و لنعود و نسأل هذه القيادة المتعجرفة عن ما قدمته “منجان” للقضية الصحراوية و لمعتقلي ملحمة “اكديم ازيك” لكي تحظى بهذا الاهتمام و الدعم الذي لم يحظى به أي من معتقلينا الصحراويين من قبل.
صحراوي فكراش