تعيش الانتفاضة الصحراوية بالمناطق المحتلة خلال الاشهر الأخيرة، حالة من السكون و الجمود غير المسبوقة، و التي وصفها العديد من المناضلين الصحراويين بالخطيرة وصلت الى حد تشبيهها بالموت السريري، الأمر الذي جعل جل الفعاليات الحقوقية و النضالية الصحراوية تدق ناقوس الخطر بعد فشل العديد من المحطات النضالية التي دعت لها و دفعت بالقيادة الصحراوية الى استنفار كل طاقاتها من أجل استدراك الموقف قبل فوات الاوان.
و على اثر ذلك، فقد شهدت المناطق المحتلة في الايام القليلة الماضية تكثيف العديد من المناضلين الصحراويين لتحركاتهم من أجل تحريك الانتفاضة و بعث روح النضال من جديد، كان اخرها الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها “علي سالم التامك” بقلعة الصمود و التحدي أسا، احتجاجا على تنقيل و تفريق معتقلي اسود ملحمة “اكديم ايزيك” في مختلف سجون الاحتلال اضافة الى المطالبة باطلاق سراح الطلبة المعتقلين بمراكش و استنكار حالتهم الصحية المتردية جراء معاناتهم من ظروف الاعتقال.
و بالرغم من استحسان العديد من المناضلين لهاته الخطوة في بداية الامر، إلا أن الصور التي وثقت لمشاهد هاته الوقفة الاحتجاجية التي يؤطرها “علي سالم التامك” و التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 20 فردا، معظمهم ينتسبون الى مجموعة الطلبة الصحروايين المواليين لعلي سالم و عدد قليل جدا من افراد اسر الطلبة الصحراويين المعتقلين السياسيين، شكلت صدمة غير متوقعة و اخفاق كبير لأحد ابرز وجوه النضال الصحراوي في مسقط رأسه، الأمر الذي سيدفعه الى عدم المغامرة و الاقدام على خطوة جديدة سيكون مالها الفشل كسابقتها لحفظ ما تبقى من ماء وجهه.
لعل هاته المعطيات كفيلة بتلخيص الوضع القائم للانتفاضة الصحراوية بالمناطق المحتلة و تجسد فشل الفعاليات الصحراوية من قيادة و مناضلين حقوقيين و اعلاميين في تدبير هذا الملف و إنقاذ قضيتنا الصحراوية الأولى، لا قدر الله، من الموت البطيء أو الدخول في نفق مظلم.
محمد عالي البيهي/ مراكش