Press "Enter" to skip to content

الأحكام الصادرة في حق أبطال ملحمة اكديم ازيك بين فشل المنظمات المؤازرة و استغلالية القيادة الصحراوية

اصدرت محكمة الاستئناف بسلا المغربية، فجر يومه الأربعاء 19 يوليوز 2017، أحكاما و صفتها الفعاليات النضالية الصحراوية، بالجائرة في حق المعتقلين السياسيين أبطال ملحمة اكديم ازيك، و قد تراوحت هذه الأحكام بين المؤبد وعشرين سنة لأغلبية المعتقلين.

و عبر بعض النشطاء الصحراويين عن تنديدهم بهذه الأحكام معتبرين إياها من  مظاهر السياسات القمعية لنظام الاحتلال التي لن تزعزع مسار المعتقلين كمناضلين من اجل الحرية و الاستقلال، مشيرين إلى أن المحاكمة كانت صورية و لم توفر خلالها شروط المحاكمة العادلة، في حين حمل البعض الآخر مسؤولية هذه الأحكام للجمعيات الحقوقية  الصحراوية و لبعض المنظمات الدولية التي لم تقم بالواجب المنوط بها و الدفاع عن حقوق المعتقلين، مما يجعل من هذه الأحكام صفعة قوية كذلك  لمدى  قوة  ترافعها.

و برأي مراقبين فإن سلطات الاحتلال تمكنت من كسب هذا الرهان بتوفير  الى  حد  ما  شروط المحاكمة العادلة للمعتقلين، و التي انطلقت جلساتها مند 26 دجنبر من السنة الماضية  و التي عرفت فيما بعد انسحابهم بعدما تبين لهم ان المحكمة موجهة و ترفض الاستجابة للملتمسات القانونية التي رفعوها هم و دفاعهم الذي انسحب كذلك بطلب من المعتقلين.

و ارتباطا بهذا الملف تباينت ردود الفعل حول دور القيادة  الصحراوية و  المنظمات الحقوقية الدولية التابعة  لها  خلال جل  أطوار  هذه  المحاكمة،  بين  أقلية لم  تبخل  في  الثناء على المجهودات  المبذولة  من  طرف  مسؤولي  الرابوني،  للدفاع  عن المعتقلين  و  القضية  الصحراوية  بشكل  عام  و  طريقة  تعاملها  مع  هذه  المسألة  و  بين  غالبية  من  النشطاء  و  الفعاليات الصحراوية،  التي   ما  فتئت  تنتقد،  عبر  مواقع  التواصل  الاجتماعي، كيفية  تدبير  هذا  الملف   حقوقيا   و  إعلاميا  و  الممارسات   الانتهازية  و  اللامسؤولة  لبعض   الحقوقيين  من  الجمعيات  المؤازرة،  من  مثيل  الفرنسية “كلود مارغريت مانجان”.

هذه الأخيرة التي  لم  تتوانى  في  استغلال  كل الفرص المتاحة  لخدمة مصالحها الشخصية و الدفاع عن زوجها و الترويج له كالمعتقل الوحيد الذي يعاني الويلات بالسجون المغربية، زيادة  على  اللامبالاة التي تعاملت بها القيادة الصحراوية مع ملف هؤلاء الأبطال، و  التي  لم  ترى  فيهم  سوى  ورقة ضغط  ضد  المحتل،  ليبقى الخاسر الأكبر هم معتقلينا  و أهاليهم  الذين يعانون الأمرين بين غياب الحرية و بين مصاريف التنقلات للزيارة.

و برأي غالبية  النشطاء  الصحراويين، فإن قيادة الرابوني ستواصل  كالمعتاد استغلالها لمعاناة  هؤلاء  الأبطال، عبر إصدار بيانات تضامنية  جوفاء  و دعواتها لأشباه المناضلين الاسترزاقيين للتظاهر و  التضامن  مع معتقلينا، في مناورة منها لتغطية  انتكاساتها  المتتالية  على الصعيد  الدبلوماسي  و فشلها  في تدبير الانتفاضة  بالمناطق  المحتلة، و في محاولة منها لاستنهاض  الهمم و بعث الروح  من جديد  في  نفوس الصحراويين  و خصوصا  أن الكثير  من المناضلين  اصابهم  اليأس و الاحباط  جراء  وضعية عنق الزجاجة  التي أصبحت تعيشها  القضية  الوطنية  في  الاونة الأخيرة.

 صحراوي فكــراش