كعادته خلد الشعب الصحراوي خلال الأيام الأخيرة الذكرى المزدوجة لانتفاضة الزملة التاريخية (17 يونيو) واليوم الوطني للمفقود (18 يونيو)، من خلال تنظيم عدة أنشطة تزامنا مع ذكرى الحدث و لما له من دلالات لدى عموم الشعب الصحراوي.
و أشرفت أمانة التنظيم السياسي الصحراوي، بحر هذا الأسبوع، و بحضور رئيس الجمهورية “إبراهيم غالي” و بعض أعضاء الأمانة الوطنية و الحكومة بالإضافة إلى عديد المشاركين، على تنظيم ملتقى بالمناسبة لتسليط الضوء على انتفاضة الزملة المفصلية في تاريخ المقاومة الوطنية الصحراوية، بزخمها الجماهيري و دورها البارز في القطيعة مع الاستعمار و كشف مخططاته و الأثر الذي تركه زعيمها الأبرز الفقيد “سيد إبراهيم بصيري” رمز المقاومة السلمية في الصحراء الغربية، كما رفع المشاركون في الملتقى شعارات متضامنة مع الجماهير الصحراوية بالمناطق المحتلة و كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين و حملوا صور رمز انتفاضة الزملة التاريخية.
إلا أن ما أثر تذمر و استهجان الحاضرين في هذا الملتقى هو التصرف غير المقبول لبعض مسؤولي القيادة الصحراوية الذين وجدوا فرصة ذكرى يوم الفقيد للدوس على رموزنا التاريخية، حيث تظهر صورة تم التقاطها بالملتقى، لأعضاء من القيادة يدوسون على صورة الفقيد “سيد إبراهيم بصيري”، في استخفاف تام بهذه القامة التاريخية و استهتار واضح بكل رموز الدولة الصحراوية و الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل القضية الوطنية.
و في تعليقهم عن هذا التصرف غير المسؤول عبر نشطاء صحراويين و الفعاليات النضالية، عبر تدوينات في مواقع التواصل الإجتماعي، عن غضبهم و استهجانهم للصورة المسيئة و التي تظهر احتقار القيادة للرموز بلا وازع أخلاقي، في رسالة للأجيال مفادها انه لا قدسية سوى للثروة و الولاءات القبلية، كما اعتبروا ان الصورة تعكس العقلية الرجعية التي تفكر بها القيادة الصحراوية، التي تجاهلت و على مدى اربعة عقود مطالبة إسبانيا بالكشف عن مصير أب الحركة الوطنية الصحراوية الفقيد “سيد ابراهيم بصيري”.
و رجح محللون أن تكون هذه التصرفات نتاج للسياسة الفاسدة للقيادة الصحراوية شملت كافة مناحي الحياة من سرقة المساعدات المحروقات و المساعدات الغذائية و الطبية وبيعها في الأسواق المجاورة، و اختلاس الميزانيات التي تقدمها المنظمات الإنسانية لسد احتياجات المخيمات من الحاجات الضرورية، إضافة إلى القيام بالتعيينات في مواقع المسؤولية بدون أدنى معايير الكفاءة و النزاهة بل على أساس الولاء و المحاباة القبلية.
سيد احمد ولد حمادي/الأراضي المحتلة