Press "Enter" to skip to content

القرار الأممي حول الصحراء يميط اللثام عن اوهام القيادة الصحراوية

جاء القرار الأممي الأخير رقم 2351 حول الصحراء الغربية مخيبا لأمال الصحراويين  ونازلا  كالصاعقة  على  نفوس  فعاليات  الانتفاضة، ليميط بذلك اللثام من جديد عن واقع الدبلوماسية الصحراوية المترهلة.

فرغم  أننا و كشعب مقهور لم نكن نتوقع الشيء  الكثير من مجلس الأمن الدولي الذي تصاغ قراراته و تتخذ وفق أهواء و مصالح الدول الكبرى، إلا انه كنا ننتظر على الأقل تحقيق القيادة لبعض النقاط و استغلال ورقة الكركرات، غير أن ما وقع لم يكن في الحسبان، فانسحب الجيش الصحراوي من المنطقة دون قيد أو شرط، في ضرب صارخ لكل الانتصارات المزعومة التي  تبجحت بها القيادة سابقا  و  التي  رافقتها  بروباغندا  إعلامية  لحدث  التقاط الصور للزعيم القائد “ابراهيم غالي” بالكركرات و بيع الوهم للمواطن الصحراوي.

فما حدث خالف كل التوقعات، فقد تم الخضوع للطلب الاممي الداعي إلى الانسحاب  و اعتبره المحتل نصرا و فشلا ذريعا للبوليساريو، كما تم التمديد للبعثة الاممية  لمدة عام، و هو ما يريده العدو الساعي  إلى  أن  تتحول هذه الأخيرة فقط إلى مجرد حارس لوقف إطلاق النار  و تفريغ مهمتها الأساسية المتمثلة في تنظيم الاستفتاء من مضمونها، كما أن كلمة استفتاء لم تذكر في  هذا القرار و إنما تمت الإشارة فقط الي ترتيبات تتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة  و مقاصده، و هو تعبير يكتسيه غموض و قابل لكل التأويلات، دون  أن نغفل  المقترح المغربي، الذي  تمت الإشارة  إليه  مع  الترحيب بالجهود “الجدية وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب من أجل المضي قدما نحو تسوية نهائية لملف الصحراء الغربية.

و رغم  كل  النقط  السلبية  الواردة  واستمرارا  لسياسة استغباء  الشعب  الصحراوي، فإن  بعض “حكماء  القيادة  و  الفعاليات”  اعتبروا أن مجلس الأمن الدولي لم يأت بأي جديد في هذا الملف، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك  واعتبروا  التقرير  انتصارا  للقيادة و لمجهوداتها الجبارة،  ليتواصل  بذلك  الضحك على شعب عانى و لازال يعاني ويلات الشتات، بطرح مبررات و مسوغات جديدة-قديمة، من أجل تهيئ  الرأي  العام  الصحراوي للفشل القادم  الذي لا يفارق هذه القيادة المتسلطة التي لا تختلف في شيء عن سابقتها.

و يرى  العديد  من  المتتبعين  الصحراويين  على  أن مسؤولي  الرابوني  فقدوا  بوصلة  التخطيط  في  الآونة الأخيرة  و  أصبحوا  يخبطون  خبط  عشواء،  عاجزين  عن مسايرة المخططات و المناورات المغربية  في  استباق  الأمور،  مما  يجعل  مستقبل القضية  الصحراوية  غامضا،  في  ظل التغيرات  السياسية  الطارئة  على  المستوى  الدولي و  الجهوي،  زيادة  على  الشعور باليأس  الذي  أصاب  في  العمق  مختلف  أطياف  الشعب،  خصوصا  بمخيمات  لحمادة  جنوب  الجزائر.

حمدي سيداتي/اسبانيا