لا زالت تداعيات محاكمة أبطال ملحمة “اكديم ازيك” التي جرت أطوار جولتها، خلال شهر مارس الأخير، بمدينة سلا المغربية والتي تم تأجيلها إلى غاية يوم 08 ماي 2017، تثير العديد من ردود الفعل على الصعيدين الدولي الخارجي و كذا على المستوى الداخلي بمخيمات العزة و الكرامة و فعاليات الانتفاضة بالمناطق المحتلة، المتعلقة أساسا بالزخم الإعلامي الذي رافقها و الحضور النوعي الجماهيري للمناضلين و أفراد عائلات المعتقلين و نشطاء الفعاليات النضالية من مختلف المداشر الصحراوية.
وإذا كانت هذه المحطة من المحاكمة قد أذابت نوعا من الخلافات الحاصلة بين بعض نشطاء فعاليات الانتفاضة، الذين أصروا على تجاوزها و توحيد الصفوف لمؤازرة المعتقلين و ذويهم، عبر تعبئة كل الطاقات لتسجيل حضور مكثف و إحراج المحتل من داخل عقر داره، مع ما يتطلب ذلك من دعم لوجيستيكي مادي لتغطية مصاريف التنقل و الإقامة، و الذي تحملت القيادة جزءا كبيرا منه عبر تخصيص مبالغ مهمة، فإنها أبانت و للأسف الشديد عن مجموعة من السلوكيات المشينة التي لازالت تعتري الفعل النضالي الصحراوي بالمناطق المحتلة و المتمثلة في الانتهازية التي تطبع تصرفات بعض المناضلين الذين لا يتوانون عن استغلال و تحويل المساعدات المادية الموجهة للانتفاضة لأهدافهم الشخصية دون حسيب و لا رقيب.
فبعد عودة المناضلين الى المداشر الصحراوية، بدأ نشر الغسيل على صفحات و مجموعات الدردشة بمواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا بين مناضلي قلعة الصمود و التحدي بأسا الذين يتهمون الناشط الصحراوي “علي سالم التامك” بسرقة و تحويل الأموال التي أرسلت من طرف الجالية الصحراوية بأوربا لتغطية مصاريف إقامة باقي النشطاء بمدينة سلا لصالحه، بتواطؤ مع إحدى شقيقات المعتقل “بنكا الشيخ” من مجموعة “اكديم ازيك”.
وقد عبر العديد من النشطاء الذين تم استفسارهم حول الموضوع عن امتعاضهم من هذه الممارسات اللاأخلاقية، معتبرين أن قيمة ما تم صرفه من طرف الناشط “علي سالم التامك” لتلقي العلاجات بمدن سلا و مراكش و كليميم، إثر إصابته بأزمة ربو حادة، أثناء حضور المحاكمة، أثارت شكوك الكثير من المناضلين، الذين لا زالو يتساءلون عن مصدر تلك الأموال، مؤكدين مقولة “لينين” “أن المثقفين هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثر قدرة على تبريرها” و متأسفين لممارسات البعض، الذين يتظاهرون بمساعدتنا و ننخدع بتصديقهم.
و في انتظار استجلاء الأمر، فإن واقع الاضمحلال و التشرذم الذي تعيش على إيقاعه فعاليات الانتفاضة و الذي أثر بشكل جلي و سلبي على مسار المد النضالي بالمناطق المحتلة و المخيمات، تتحمل القيادة الصحراوية جزءا منه على اعتبار سياستها المبنية على القبلية المقيتة و الولاءات لأشخاص دون إعارة الاهتمام للكفاءات و الحس النضالي الصادق، و هو ما ينذر بالمزيد من التشتت و الانقسام عوض الوحدة و الصمود.
صحراوي فكــــراش