أيام قليلة و تعطى انطلاقة فعاليات النسخة الثالثة على التوالي بمدينة الداخلة المحتلة في ظل سبات عميق للقيادة الصحراوية عن هذا الحدث الدولي المنظم بمناطقنا المحتلة، ليكون بذلك المحتل المغربي قد استطاع و بكل الوسائل المتاحة له فرض الأمر الواقع و كسب رهان تنظيم هذا الملتقى و الذي سيزيده حتما رصيدا مهما من النقاط على المستويين السياسي و الإقتصادي.
بالمقابل نجد قيادتنا الغارقة في نومها و التي مازالت تتبجح بانتصاراتها الوهمية بعد عودة المحتل إلى كنف الاتحاد الإفريقي و التي شكلت القشة التي قسمت ظهر البعير، كما حاولت تسويق تواجد الجيش الصحراوي بمنطقة الكركرات كأنه الحدث الذي سيفضي إلى الاستقلال، متناسية قدرة العدو على سد الثغرات و إتقانه للدبلوماسية الموازية التي تلعب دورا كبيرا في كواليس السياسة الدولية.
و حسب مصادرنا بالداخلة المحتلة، فإن المشرفين على هذه النسخة ربطوا تنظيم هذه الدورة بنفس المكان نظرا للنجاح الذي حققته النسختين السابقتين و اللتان اعتبروها بمثابة الحدث الاستثنائي و الفريد من نوعه على امتداد 30 سنة من تاريخ المنتدى، على اعتبار الأهداف التي تحققت على مستوى التعاون جنوب – جنوب، و الاهتمام بشؤون إفريقيا الغنية بالموارد.
معطيات و غيرها جاءت عكس ما تتمناه القيادة الصحراوية التي تكتفي فقط بالشجب و الاستنكار و رفض تنظيم هذه التظاهرة فوق أراضينا المحتلة، و التي ذهبت نداءاتها لمقاطعة المنتدى كلها أدراج الرياح، بالنظر إلى الحضور الوازن لمجموعة من الوفود التي تنتمي لبلدان كانت حتى الأمس القريب تدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، متجاهلين تماما الطرح الصحراوي و غير آبهين للبيانات الجوفاء للقيادة الصحراوية.
و حسب مصادرنا و العديد من المتتبعين، فإن النسخة المرتقبة ستشهد حضورا قويا للأفارقة و المجتمع الدولي خصوصا بعد نجاح المغرب في العودة إلى الاتحاد الإفريقي و بأغلبية ساحقة، لترتسم بذلك مؤشرات واضحة لفشل جديد للقيادة في وقف زحف الدبلوماسية المغربية إقليميا و دوليا، و التي جعلت من المنتدى العالمي “كرانس مونتانا” بوابة أخرى للانفتاح و التموقع الاستراتيجي لجلب استثمارات ستغني نسيجه الاقتصادي والسياحي، لكونه يجمع بين رجال السياسة والفكر والمال والشهرة والفن و غيرها من المجالات الحيوية و المهمة، عكس ما يدعي القادة الصحراويون و إعلامهم المزيف في كون المغرب يعيش عزلة دولية و قارية.
سيد احمد ولد حمادي/الداخلة المحتلة