Press "Enter" to skip to content

سنة 2016 .. استمرار لسنوات النكسة و الاخفاق

لم تختلف سنة 2016 عن سابقتها بشيء، فبعد وصف قيادة الربوني 2015 بـ”سنة الحسم”، يُمكننا نحن بدورنا كطاقم صحراوي غيور عن الوحدة الوطنية، وصف سنة 2016 بـ”سنة النكبة و الإخفاق”، نظرا لعدد الضربات التي تكبدتها قضيتنا العادلة بمحامين فاشلين، زد على ذلك التراجعات المخيفة للمد النضالي بالمناطق المحتلة و بالمهجر دون أن نغفل الهزات العنيفة للتوغل المغربي بأدغال افريقيا خصوصا الشرقية منها التي تقر بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

و من مميزات هذه السنة، رحيل محمد عبد العزيز بعد 40 سنة من جلوسه على كرسي رئاسة الجمهورية الصحراوية، التي لم يتغير خلالها وضع الصحراويين بالمخيمات قيد أنملة، ما عدا الانتظار الممل و القاتل، إذ كان الرجل يتمتع  فيها  بكل الصلاحيات و المسؤوليات، لم تغير شيئا من وضعية اللجوء و معاناته، بل أوصلها إلى نفق مظلم لم تخرج منه بعد، زد على ذلك تمسكه بالسلطة و اعتماد المعيار القبلي في التعامل مع الأحداث الداخلية و الخارجية، فكان الجميع يمني النفس بعد وفاة الرجل الحديدي في السماح للصحراويين باختيار قيادة جديدة.

غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فتم تعيين  قيادة جديدة و على رأسها “ابراهيم  غالي”، ما خلف ردود فعل متباينة سواء  داخل  الجبهة  الداخلية  الصحراوية  و أوساط   المتتبعين  السياسيين  للشأن  الصحراوي، فانقسمت  داخليا  بين  من أشاد  بحسن الاختيار و  بين  من  وصف  هذا الاستحقاق  بالمسرحية  الفاشلة  التي أقبرت  الإرادة  الشعبية  و المبدأ  الديمقراطي.

و برأي العديد من المتتبعين، فإن تعيين غالي أمينا عاما لم يزيد الطين إلا بلة، نتيجة التهم الموجهة له و متابعته  من  طرف العدالة الاسبانية  بسبب تورطه  في  جرائم  ضد  الإنسانية  من  قتل للمدنيين، إبادات جماعية،  اعتقالات  قسرية،  تعذيب  و انتهاكات حقوق الإنسان، و ذلك  خلال  المرحلة   التي   كان  فيها  غالي  قائدا  للجيش  الصحراوي  بين  1976 و 1989، إضافة الى متابعته في قضايا  اغتصاب شابات  صحراويات، منعته من حضور الندوة الدولية لـ”التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراويEUCOCO” “، بمدينة برشلونة.

سنة أخرى إذن من الاخفاق  للقيادة الصحراوية  تنضاف الى سنوات الركود، عاش فيها الشعب الصحراوي في واقع عصي على التغيير و التحول، مملوء بسراب اللحظة  و بزيف المظاهر  و استغباء للأصوات الحرة  بسياسات الإلهاء  و التزييف في تواطؤ واضح بين  القيادة و أذيالها، أفرغت الثورة الصحراوية  من حمولتها التاريخية  و الوجودية  التي قدمت من اجلها دماء الشهداء  و تضحيات جسام  من أجل غد أفضل للأجيال القادمة  والذي يلوح بظلامه الدامس في الأفق.   

صحراوي فكراش