بعد أن كثر القيل و القال و بعد الترويج المعهود لأبواق القيادة الصحراوية لانتصارات مزعومة حول فشل الاحتلال المغربي في تجديد اتفاقيات الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، و بعد كل مراحل الترقب و الانتظار قرر المجلس الأوروبي مؤخرا تجاوز حكم مؤسسته القضائية فيما يتعلق باستثناء الشواطئ الصحراوية المحتلة من اتفاقية الصيد مع الاحتلال المغربي، هذا التنكر الذي تسبقه المصلحة للمجلس الأوروبي جاءا مخالفا لكل التوقعات بل حتى لمسطرة قضائه التي ظل يسوق أنها الآمر الناهي في فرض القانون الدولي.
و مع أن المجلس الأوروبي نفسه هو من صنع النكسة، فإن القيادة الصحراوية لا زالت تطالب من بعض الدول الأوروبية ضرورة التقييد بحكم القضاء، ظنا منها أن ما جرى مكسب حقيقي ينبغي للجميع أن يشيد به و يدافع عنه في محاولة منها تسويق نصر موهوم للجماهير الصحراوية ما يوضح و بشكل جلي الحالة التي وصلت اليها قيادة الجبهة و هي تحاول إخفاء الحقيقة عن شعبها في عصر السموات المفتوحة.
مرة أخرى تتهاوى الانتصارات المزعومة لقيادينا و تحت تصفيقات أزلامها “الصفاقة و الهنتاتة” لينضاف هذا الإخفاق الجديد الى قضية الكركرات و غيرها من الانتكاسات التي مل منها الشعب الصحراوي و صار يفقد بصيص أمله شيئا فشيئا في قصر الرابوني، ليبقي الاتفاق الجديد بين المحتل و الاتحاد الأوروبي يطرح تساؤلات عدة عن الدور الذي يلعبه المكلفين بقضية الثروات الطبيعية بالسواحل الصحراوية المحتلة و عن التبريرات التي ستقدم للشعب الصحراوي حول هذا الإخفاق؟
و بحسب العديد من المتتبعين الصحراويين فإن قرار الاتحاد الأوروبي هذا يقضي ضمنيا بعدم إضفاء أية صلاحية للقيادة الصحراوية لرفع الدعاوى أمام المحكمة الأوروبية ضد هذا الانتهاك الصارخ من الاحتلال لثروات الصحراء الغربية، الأمر الذي شكل نكسة أخرى للدبلوماسية الصحراوية و للقضية الوطنية بالرغم مما تدعيه القيادة باعتبار قرار المحكمة، الحبيس لأروقة المحكمة الأوروبية طبعا، انتصارا سياسيا وجب تثمينه، لتواصل بذلك تغريدها خارج السرب بعيدا كل البعد عن المنطق و هي طريقة اعتادها الشارع الصحراوي الذي تسوق له في كل مرة انتصارات وهمية ليستهلك يوميا كمًا هائلا من الدعاية الكاذبة ما خلف ضغطا كبيرا لدى الشعب الصحراوي الذي يكاد ينفجر بسبب سياسة قصر الرابوني الفاشلة.
و يرى نشطاء صحراويون بأن قيادة الرابوني التي كانت تمني النفس لربح معركتها مع المحتل على الواجهة الأوروبية، لم تستطيع مسايرة العدو في إقناع المؤسسات الأوروبية بشرعية دعواها، لتنضاف هذه النكسة الى الجمود و التخبط الذي تعيش على وقعه القضية الصحراوية في الآونة الأخيرة بسبب التحركات المتزنة لدبلوماسية المحتل في إفريقيا و الغياب الكلي لأية ردود فعل واقعية و منطقية من طرف قيادة الرابوني الأمر الذي عكستها التعبئة الفاشلة و الروتينية للجبهة الداخلية و الخارجية مما يخالف كل انتظارات الشعب الصحراوي المشروعة الذي يعاني ويلات القهر و الشتات.
صحراوي فكــــــــــــــراش