تداولت العديد من المواقع الإلكترونية خلال الأيام الماضية، خبرا مفاده أن شحنة الفوسفاط التي كانت محجوزة منذ ماي 2017 بالمياه الإقليمية لجنوب إفريقيا و التي عرضتها المحكمة للبيع في مزاد علني باسم البوليساريو، قد تم إرجاعها إلى المغرب بعدما رفضت أي مؤسسة أو شركة تقديم عرض شراء أو الخوض في هذا الموضوع.
و قد خلف هذا القرار العديد من ردود الأفعال التي اعتبرت استعادة سلطات الاحتلال لشحنة الفوسفاط المحجوزة قرابة سنة بجنوب افريقيا و عدم قدرتها على إقناع أي فاعل او مؤسسة دولية تنشط في هذا المجال باقتناء هاته الشحنة التي تم عرضها للبيع في مزاد علني منذ حوالي ثمانية أشهر، فشلا ذريعا لقيادة الرابوني، خصوصا و أنها ركزت بشكل كبير خلال السنتين الأخيرتين، في معركتها الدبلوماسية و القضائية ضد الاحتلال المغربي، على ورقة استغلاله غير المشروع لثروات الصحراء الغربية، مسخرا لذلك موارد مالية جد ضخمة لتوكيل العديد من الخبراء و البرلمانيين و المحاميين الدوليين من أجل تقديم شكايات و اعتراضات لدى محكمة العدل الأوربية في هذا الملف.
و في ذات السياق، فقد نسب بعض المناضلين الصحراويين فشل القيادة في كسب هذا الرهان، إلى اعتمادها الكبير على أسلوب العشوائية و الاتكال على الآخر في تدبير مثل هذه القضايا، ما يجعل الجبهة تتكبد المزيد من الإخفاقات و الانتكاسات التي تهدد مستقبل القضية الصحراوية، خصوصا و أن الظرفية تعرف تسارع غير مسبوق في الأحداث بسبب التغيرات الجيواستراتيجية و السياسية بالمنطقة و التي قد يستغلها الاحتلال لصالحه.
و من جهتهم، طالب مناضلون صحراويون من قيادة الجبهة تغيير إستراتيجيتها الدبلوماسية في الدفاع عن القضية الصحراوية ضد الاحتلال بالبحث عن خيار جديد لتضييق الخناق على سلطات الرباط بدل الاعتماد على ورقة استغلال ثروات الصحراء الغربية، التي عجزت فيه عن تحقيق أي مكاسب، بعد قرار المحكمة الأوربية بخصوص رفض طلب البوليساريو لمنع إدراج المناطق المتنازع عليها في اتفاقيات الصيد البحري بين الاتحاد الأوربي و سلطات الاحتلال، و الذي عقبه بعد ذلك قرار المحكمة الجنوب افريقية التي أعادت شحنة الفوسفات المحجوزة لديها إلى المغرب مقابل دولار رمزي.
فهل ستتدارك قيادة الرابوني أخطائها في ملف استغلال ثروات الصحراء الغربية؟، أم أنها ستواصل المعركة ضد الاحتلال في ملعب ليست لها الدراية الكافية بقوانينه و قواعده، أم أنها ستخالف المتوقع و ستصغي إلى أصوات النشطاء الصحراويين المطالبين بتغير إستراتيجية دفاعها عن القضية الوطنية لتتجنب المزيد من الانتكاسات و الإخفاقات التي أصابت الشعب الصحراوي باليأس و فقدان الأمل.
الغالي اليازيدي/الداخلة المحتلة