كشف وزير الشباب والرياضة “أحمد لحبيب عبدي” أن أكثر من خمسة ألاف طفل صحراوي سيقضون عطلتهم الصيفية في كنف الجمعيات والعائلات الاسبانية والأوروبية ابتداءا من يونيو إلى غاية شهر سبتمبر، مضيفا في تصريح لوكالة الأنباء الصحراوية، أن هؤلاء الأطفال سيستفيدون من العطل الصيفية عبر المقاطعات الاسبانية ضمن برنامج “عطل السلام” في ضيافة الجمعيات والعائلات الاسبانية التي دأبت على احتضانهم، مشيرا إلى أن بلدان أوروبية أخرى ستستضيف مجموعات أخرى من الأطفال الصحراويين خاصة ايطاليا و فرنسا و ألمانيا، كما سيقضي أكثر من ألف طفل صحراوي العطلة الصيفية بالشواطئ الجزائرية.
و رغم هذه الالتفاتة الإيجابية، فإن الطفل الصحراوي ينقصه الكثير في ظل اللجوء، بحيث عانى من إشكاليات جمة على غرار التحصيل الدراسي الضعيف نتيجة انعدام الظروف و خاصة في مرحلة اللاحرب و اللاسلم، كما يعاني من أمراض كثيرة دفع ثمنها غاليا، فعانى الحرمان وعاش الألم نظرا للوضعية المزرية التي يعيشها الشعب الصحراوي من تشرد، فقر و حرمان و ندرة المياه، تحت خيام تفتقر لأبسط شروط الحياة و بيوت شُيدت من الطين و الطوب وغطيت بالقش أو بالقصدير، لتقي أهلها قساوة برد الشتاء و حرارة شمس الصيف.
فما إن يحل موسم الصيف إلا و تشرع أسر و عائلات الصحراويين بالمخيمات في الاستعداد من أجل ارسال ابنائها إلى عطل الاستجمام و التخييم خارج مخيمات العزة و الكرامة، كل حسب قدرته المادية و مكانته الاجتماعية، و ذلك من أجل أن تنقد فلذات كبدها من حرارة و أشعة الشمس الحارقة و منحهم فرصة لتذوق طعم الحياة الطبيعية التي يحق لأي طفل بريء أن يعيشها و يستمتع بها، و تبث فيهم بصيص من الأمل في تحقيق أحلامهم البريئة المنعدمة بالحمادة القاحلة.
و تختلف هذه الرحلات حسب قدرة كل عائلة الطفل على حدا، فهناك فئة من الاطفال تنتمي لأسر ميسورة و عائلات مسؤولين بالقيادة و من يدور في فلكها، ترسل في بعثات و رحلات خاصة في مواقع الاستجمام و الترفيه ذات جودة عالية، للاستمتاع بحرية و امان بعيدا عن أجواء الضغوطات و الاستغلال، في حين تبقى الفئة الثانية و المنتمية للأسر الفقيرة و المغلوبة على أمرها تنتظر التفاتة من منظمات و جمعيات مدنية أجنبية و حركات التضامن مع الشعب الصحراوي في كل اسبانيا و ايطاليا و فرنسا و ألمانيا، التي تتكلف بالعطل الصيفية في إطار برنامج “عطل في سلام” الذي تشرف عليه القيادة الصحراوية.
و بالرغم من كون هذه المبادرة تزيح حملا ثقيلا عن كاهل الأسر المعوزة، فهي سيف ذو حدين لها من السلبيات ما يعيبها؛ فالعديد من الأطفال يتعرضون لمختلف انواع الاستغلال الجسدي و الجنسي، دون أن ننسى مخاطر التنصير التي يكونون عرضة لها من طرف الأسر الأوربية المحتضنة، مما يشكل تهديدا حقيقيا على نفسية أطفالنا و انتهاكا صارخا لحقوقهم و طمسا لهويتهم الدينية و الفكرية.
وبحسب العديد من الفعاليات الصحراوية، فإن برنامج “عطل في سلام” بمثابة الشمعة التي تعلق عليها القيادة اخفاقاتها و فشلها في الاهتمام بالمجتمع الصحراوي، فالبرنامج ينقد أطفال المخيمات من الجوع و العطش و حرارة الصيف المفرطة بمخيمات تندوف ليرمي بهم في احضان الاستغلال و شتى أنواع الانتهاكات، في ضرب صارخ لمواقف الصحراويين التابثة و النابعة من الشريعة الاسلامية و مبادئ المجتمع الصحراوي الاصيلة.
أحمد الصبار/اسبانيا