تعيش ولاية السمارة على غرار باقي الولايات أزمة عطش خانقة منذ شهور دون أن تحرك القيادة الصحراوية ساكنا، ففي عز شهر رمضان الأبرك لم يجد المواطن الصحراوي اللاجيء الصائم ما يروي عطش يومه، خصوصا و أن في هذا الوقت بالذات تكثر الحاجة الملحة للماء الصالح للشرب الذي يعد أساس الحياة، لتتفاقم معاناتهم جراء استمرار هذه الأزمة يوما بعد يوم في واقع مخيمات اللاجئيين التي ترتفع درجات حرارتها بشكل دائم.
فمع اقتراب كل فصل صيف تتفاقم ازمة العطش و تتضارب الروايات حول السبب الحقيقي وراء ذلك بين من يرده الى عدم جدية الحكومة الصحراوية في طرح الموضوع على طاولة البحث و اشراك المتعاونين الاجانب في وضع تصور للخروج من هذا النفق، و آخرون يرجعون السبب الحقيقي وراء أزمة العطش في ضبابية تسيير القطاع من طرف الوزارة الوصية، هذه الأخيرة ترى عكس ذلك و ترجع سبب التذبذب الذي يحصل في ندرة المياه بالدرجة الاولى و عادة الى أعطال تقنية بسبب الضغط على مصادر المياه نتيجة كثرة الطلب، و رغم كل الشائعات و الوعود الكثيرة للقيادة الصحراوية التي تروم السيطرة على الوضع عبر حلول ترقيعية و وعود كاذبة كعادتها، إلا أن العدد الكبير من شكاوى المواطنين تفيد أن أزمة نقص المياه الصالحة للشرب في تزايد ملحوظ، الأمر الذي دفع المواطنين الى تنظيم وقفات احتجاجية تنديدا بالاستهتار الممارس من طرف القيادة بحياتهم.
و في انتظار أن يجد سكان مخيمات العزة و الكرامة من يروي عطشهم يظل السبات العميق يلف تحركات القيادة الصحراوية و ينطبق عليها المثل الصحراوي “نشرب انا و يعمل الحاسي ايطيح”، ليبقى المواطن الصحراوي يعاني الأمرين أمام أعين حكومة عاجزة تتفرج على مهازل برامجها و فشل خططها و تدير ظهرها تحت المكيفات بتندوف أو تهاجر رفقة عائلتها إلى شواطئ المدن الساحلية الجزائرية أو الاسبانية تاركة هموم المواطن خلفها باعتبار ان مطالبه غير ملحة و لا مستعجلة في سلم أولويات الحكومة و الوزارة الوصية الغائبة أصلا.
و يرى مجموعة من النشطاء و الحقوقيين أن هذه السلوكيات تشكل استهتارا فاضحا بكرامة الصحراويين بمخيمات لحمادة، معبرين عن غضبهم عن استمرار الوضع المتدهور الذي تكابده الساكنة مند سنين، دون أي تغيير او إصلاح للأمر، مؤكدين أن حلم التغيير صعب المنال، في ظل تقاعس القيادة و تواجد نفس الوجوه في مناصب المسؤولية و الذين لا يزالون يتحكمون في كل صغيرة و كبيرة، غير مكثرتين لمعاناة يشاهدونها يوميا بأم أعينهم، دون أن تحرك في وجدانهم أية مشاعر رحمة و رأفة.
الركيبي محمد لمين / العيون المحتلة