Press "Enter" to skip to content

محاكمة “اكديم ازيك” طوق نجاة للقيادة الصحراوية

أجلت هيئة المحكمة بسلا المغربية، بحر هذا الأسبوع، استئناف مناقشة قضية معتقلي قضية ” اكديم إزيك” إلى غاية 08 ماي 2017  و التي كانت قد واصلت مناقشة موضوع القضية المتابع فيها 24 معتقلا صحراويا من خلال الاستماع للمجموعة الثامنة و الأخيرة، الذين مثلوا أمام هيئة المحكمة بالزي الوطني الصحراوي رافعين شارة النصر و مرددين شعارات مطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال  و أخرى منددة بالأحكام الجائرة و القاسية التي تصدرها المحاكم المغربية في حق المدنيين الصحراويين.

و قد أشاد جل المتتبعين بالأجواء العامة لأطوار المحاكمة و التي  وفرت للمعتقلين ظروف المحاكمة العادلة و مرونة هيئة المحكمة في تدبيرها و إفساح المجال للتعبير عن أي رأي بكل أريحية، و الاستجابة لمطالب الدفاع،  رغم اقتناع الكل بأن الأحكام لن تكون أقل قساوة من تلك التي أصدرتها المحكمة العسكرية.

و ما أثار انتباه متتبعي أطوار الجلسات و التي تم من خلالها إعطاء الكلمة للمعتقلين الذين أوضحوا من خلالها بكل أريحية مواقفهم حول قضية الصحراء الغربية، اقتصار جل تدخلاتهم على الخطاب السياسي و في تجاهل تام  للأسئلة التي تطرحها المحكمة حول مدى تورطهم في الجرائم المرتكبة  في حق الضحايا، الأمر الذي اعتبره البعض نسق جديد يتبعه المعتقلين وفق ما أملته عليهم جمعية “أكات” الفرنسية بمباركة القيادة الصحراوية طبعا، الهدف منها إحراج المحتل في عقر داره، أمام ممثلي المنتظم الدولي.

و لم يخفي العديد من الملاحظين الدوليين استغرابهم بتكرار جل المعتقلين لخطاب سياسي موحد و في تغاضي تام للوقائع و الأحداث الدموية التي اعتقلوا من أجلها، و العمل على تقديم حجج و براهن تبرؤهم… فإملاءات القيادة الصحراوية بتسييس المحاكمة، لتغطية إخفاقاتها المتتالية  أمام  دبلوماسية  المحتل  في  الآونة  الأخيرة، يعتبر سيفا ذو حدين، على اعتبار أن السير وفق هذه الخطة من شأنه إطالة أمد هذا الملف و بالتالي التضحية بحرية المعتقلين، في ضرب صارخ لمشاعر و أحاسيس عائلاتهم التي تكبدت منذ سنوات تبعات هذا الاعتقال.

و نقلا عن نشطاء صحراويين، على أساس تسريبات توصلوا بها، فإن مجموعة من أقارب المعتقلين عبروا في جلساتهم العائلية و الحميمية، عن امتعاضهم و تذمرهم من هذه الخطوة غير المسؤولة للقيادة الصحراوية التي تستغل معاناة  هؤلاء  الأبطال  الذين تناستهم  مند صدور الأحكام الأولى  ضدهم، و اتخذت أطوار المحاكمة كمحطة مواتية لمساندتهم، و طوق نجاة  للتغطية عن انتكاساتها  و هو ما يعكس التخبط الذي يعيش على وقعه مسؤولي  القيادة الذين يلجئون في كل مرة إلى الركوب على الأحداث تحت ذريعة الدفاع عن  الشعب  الصحراوي  الذي  يعاني  ويلات  الشتات  و الزج  بفلذات كبده في  غياهب  السجون.

صحراوي فكــــراش