Press "Enter" to skip to content

طرد المكون المدني و السياسي لبعثة المينورسو تصفه القيادة الصحراوية بتحطيم المكاسب المحققة

“إذا لم يتم اتخاذ مثل هذه التدابير فإن الوضع سيعود إلى نقطة البداية و بالتالي تحطيم المكاسب التي تحققت على مدى عقود”…، كان هذا مقتطف من رد الحكومة الصحراوية على طرد المغرب لأفراد من المكون المدني و السياسي لبعثة المينورسو من المناطق الصحراوية المحتلة.

ففي الوقت الذي كان فيه المواطن الصحراوي ينتظر ردا حاسما على الاستفزازات المغربية الأخيرة، جاء البيان الأخير للحكومة الصحراوية بعيدا عن تطلعات الرأي العام الصحراوي، لينضاف بذلك الى بياناتها الروتينية المنددة و المستنكرة و دون جديد يذكر.

 و حسب متتبعين فإن المقصود بتحطيم المكاسب كما جاء في بيان القيادة الصحراوية هي المكاسب التي تحققت مند تواجد بعثة المينورسو في المنطقة، و هنا نستفسر قيادتنا العتيدة عن أي مكاسب تتحدث؟، فأول مكسب كان ينتظره الشعب الصحراوي منذ عام 1991 هو تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، و هو مكسب تبخر مع الوقت بسبب التعنت المغربي و اقتناع مجموعة من الدول الكبرى ذات التأثير في المنتظم الدولي باستحالة تطبيقه، ليبقي المكسب الوحيد الذي تحقق إلى حد الساعة  هو طول الانتظار و فقدان الأمل في قيادة و مسؤولين أمميين الذي خيبوا ثقة الصحراويين الذين يعانون ويلات الفقر و الشتات.

فإذا كانت القيادة الصحراوية ترى أن وجود المينورسو بالمنطقة لأكثر من عقد و نصف حقق الكثير من المكاسب، فهي محقة في ذلك لأنها مكاسب شخصية لأعضائها و التي مكنتها من احتكار المشهد السياسي و تنمية ثرواتها الشخصية على حساب معاناة الأبرياء و تحويل المساعدات لتنظيم المسرحيات الفاشلة و التي كان أخرها مسرحية المؤتمر الرابع عشر بولاية الداخلة التي دمرتها كارثة الأمطار نهاية العام الماضي، ناهيك عن استمرارهم في ترديد نفس أسطوانتهم المشروخة التي لا يصدقها أحد و استغباء الشعب المقهور الذي أصبحت غالبيته تعبر بوضوح عن الوضع الحالي للقضية الصحراوية بمقولة مفادها أن “لا فرق بين الاستعمار و الاستحمار سوى أن الأول يأتي من الخارج و الثاني يأتي ن الداخل”.

إن المتتبع للشأن الصحراوي لما يعانيه  أهالينا من  فقر و حرمان  و قهر وظلم و استبداد لا يخفى عليه أن تواجد البعثة في الصحراء الغربية  لم تتحقق  معه  أية مكاسب تهم المواطن و الشعب الصحراوي عامة  سوى الوعود الكاذبة التي أثبتت الوقائع في أكثر من مرة عدم صحتها، و يبقى السؤال المطروح  هل ستكون عبارة “المكاسب” التي أطلقتها القيادة الصحراوية  كدبة أبريل هذه السنة على غرار سنة الحسم في  شهر ابريل  العام الماضي ما دام هذا الشهر معروف بأنه  شهر  للكذب.

 الركيبي محمد  لمين / السمارة المحتلة