لا زالت تداعيات زيارة الأمين العام الاممي لمخيمات تندوف بالجزائر و منطقة بير لحلو المحررة ترخي بظلالها على الوضع السياسي بالصحراء الغربية، هذه الزيارة التي أعطت أملا كبيرا للشعب الصحراوي و قيادته في غد أفضل و نثرت الغبار على قضيته التي لم نعد نسمع عنها إلا القليل في السنوات الأخيرة.
فتصريحات “بان كي مون” التي أدلى بها عقب زيارته للمنطقة قوبلت بتنديد مغربي واسع قمة و قاعدة، متهمة المسؤول الاممي بتخليه عن حياده و موضوعيته. بدأت بتصريحات مسؤولين حكوميين و عقد جلسة برلمانية استعجاليه خصصت لقضية الصحراء وصولا إلى تنظيم مسيرة شعبية بعاصمة المحتل، حشدت لها الملايين من المغاربة بما فيهم صحراويون من الأقاليم المحتلة.
و حسب رأي نشطاء صحراويين من داخل و خارج المخيمات، فالزيارة الأخيرة للامين العام للأمم المتحدة و ما أحدثتها من تداعيات على المستويين الداخلي و الخارجي، ليست سوى مشهد من مسرحية كبيرة تحاول قيادة الرابوني استغلالها للضحك على ذقون الصحراويين، محاولة إبرازها على أنها المحطة الأخيرة لقطار الاستقلال، متناسية أن العدو المغربي يمتلك من الأوراق ما يمكنه من قلب الطاولة على البوليساريو و على المؤسسة الأممية، مدعوما في ذلك بدول كبرى لها وزنها في الساحة الدولية.
و استنادا على مقولة أحد الحكماء “الحقيقة ليست دائما جميلة و لا الكلمات الجميلة دائما هي الحقيقة”، يعلق أحد النشطاء الصحراويين من داخل المخيمات بأن تصريحات “بان كي مون” لا يجب الوثوق بها و لا الاغترار بها، باعتبار أن السياسة ميدان متقلب يخضع لمحددات كثيرة يختلط فيها القانوني و الإنساني و المصلحي.
و بالنظر إلى رد فعل العدو حول هذه الزيارة، فتصعيده الأخير بتنظيم مسيرة حاشدة توحدت فيها جميع أٌقطاب الشعب المغربي، بما فيها المكون الصحراوي المؤيد للمغرب، و الذي لا يمكن الاستهانة به، ينذر بتطورات يجب قراءتها قراءة صحيحة بعيدا عن نشوة الانتصارات المزيفة التي يحاول إعلامنا تسويقها لأن خبرة العدو و التجربة التي اكتسبها على مدى أربعين سنة، تجعله قادرا على توجيه ضربات أخرى لا يمكن التنبؤ بها، قد تعصف بكل المكتسبات التي تتغنى بها قيادتنا العتيدة.
محمد سالم دادي / المهجر
