Press "Enter" to skip to content

بناء الدولة الصحراوية الديمقراطية رهين بدحض الاصطفافات القبلية المقيتة

استحضر الرئيس محمد عبد العزيز  – و هو على فراش الموت- مثال شعبي متداول على بساطته اللفظية و الضارب في عمق معانيه و القائل “عيب الدار على من بقي في الدار”، ليتضح من هنا و بكل جلاء بأن الرجل اختار أن يوجه رسالته إلى رفاق الدرب قبل غيرهم، ليتبادر إلى أدهان كل الصحراويين الغيورين على الوحدة الوطنية و التواقين إلى التحرر و التغير أن تكرار نفس الأسطوانات المشروخة قادمة لا محالة  و أن رئاسة الدولة الصحراوية لن تخرج عن نطاق مسؤولي قصر الرابوني.

إن الشعب الصحراوي يمتلك تاريخا بطوليا يجعله مدعاة للفخر بين الشعوب، ساهم فيه شبابه الأحرار، سعيا منهم في بناء تكاملي للدولة الصحراوية الفتية بجملة منطلقات، في مقدمتها منطلق الوحدة الوطنية بصفتها صمام الأمان و الإطار الجامع لكل فعل نضالي و وطني، يتنافى مع إدارة القبيلة و منطق الولاءات التي سعت القيادة الصحراوية لفرضها  كخيار يخدم مصالحها و بقاءها لفترة أطول، و هنا ينطبق كلام محمود درويش حين قال “سنصير شعبا حين ننسى ما تقوله لنا القبلية”.

إن المطلوب في هذه المرحلة المحدقة بالمخاطر هو يقظة وطنية من الطبقة الشعبية، لأن سوق الابتزاز الدنيء أضحى يثير اشمئزاز القواعد،  نتيجة اختلالات التدبير لقادة الرابوني،  و التي أثمرت واقعا كارثيا و سياسة متهالكة و تجدر ثقافة الوهم و الأحلام و الاصطفافات القبلية قبل كل محطة تاريخية بعيدا عن المبادئ و الأسس السليمة للإجماع الوطني.

إن بناء دولة المؤسسات عملية تدريجية مليئة بخطوات عقلانية محكمة تستوجب التمسك بكل القيم الوطنية و عدم السماح باغتيالها بمحاولات عقيمة ينعدم فيها التلاقح الفكري، و اعتماد حلول صائبة مكملة بعضها لبعض حتى لا تفوت الفرص أمام المحاولات الهدامة من الداخل و الخارج، و بالتالي فبناء دولة صحراوية ديمقراطية لن يتأتى إلا عن  طريق انتخابات شعبية حرة و نزيهة بعيدا عن الإملاءات الخارجية من قصر المرادية و الاصطفافات القبلية المقيتة التي أوصلت القضية الصحراوية إلى ما هي عليه اليوم من اندحار.

 سيد احمد ولد حمادي/الأراضي المحتلة